الحكايات العربية ما زالت تتحكم في مصائرنا

أغرب خرافات الزواج والعمل في الثقافة العربية ما زالت تؤثر على قراراتنا حتى اليوم.

لا يمكن إنكار أن المجتمعات العربية تسير نحو الحداثة والعقلانية، لكن في أعماقها ما يزال صوت الماضي والحكايات العربية يهمس في الأذن. حين تتأخر الخطوبة، أو يتعثر مشروع العمل، يتسلل السؤال القديم: “هل هناك نحس؟”.

هذا الهاجس ليس وليد الجهل، بل نتاج قرون من المعتقدات التي كانت تُفسّر بها الأقدار، وتحاول ضبط المجهول في زمن لم يكن فيه علم ولا تفسير.

أربع خرافات ما زالت تتنفس بيننا:

  • كسر المرآة نذير شؤمٍ في الزواج

في التراث العربي، المرآة مرآة للروح والجمال، وكسرها يعني انكسار الحظّ أو تعطل النصيب لسبع سنوات. وما زالت الفتيات في بعض البيوت يشعرن بالرهبة إن سقطت المرآة من أيديهن، وكأنها نذير شرّ ينتظر التحقق.

  • القدم اليسرى تجلب الفشل في العمل

يقال إن دخول مكان العمل بالقدم اليسرى يفسد يومك، أما باليمنى فتجلب البركة والرزق. المدهش أن هذا الاعتقاد لا يزال حاضرًا بين الموظفين، فيردد بعضهم بجدية: “ابدأ برجلك اليمنى… لعلها تجلب الحظ”.

  • العطاس قبل الخروج علامة فشل المهمة

في بعض البيوت العربية، إن عطس أحد قبل الخروج لمهمة مهمة أو مقابلة عمل، يتريث أو يؤجل الموعد. ورغم أن الطب يفسر العطاس برد فعل طبيعي، إلا أن الموروث الشعبي يراه تحذيرًا من “عينٍ أو روحٍ نذيرة”.

  • الدبلة الضائعة دليل خيانة أو فراق وشيك:

لا شيء يُثير القلق مثل ضياع دبلة الخطوبة. في الموروث الشعبي، يُعتبر ذلك إنذارًا بانتهاء العلاقة أو وجود خلل خفي بين الطرفين. وبين من يسخر ومن يخاف، تبقى الخرافة تملك سحرها الغامض.

  • جذور الإيمان بالخرافة: بحث عن الأمان المفقود:

الإيمان بالخرافة لا يعني الجهل دائمًا. إنه في كثير من الأحيان رد فعل إنساني على القلق من المستقبل. فالإنسان العربي، الذي عاش أزمانًا من الاضطراب والخوف من المجهول، خلق لنفسه رموزًا وأحكامًا يطمئن بها.

كسر المرآة، فقدان الخاتم، أو حتى اختيار القدم عند الدخول… كلها طقوس تحمل رسالة واحدة: “نبحث عن السيطرة وسط الفوضى”.

  • هل تحررنا حقًا؟

ربما نضحك حين نسمع هذه القصص، لكننا لا نكسر المرآة دون أن نتردد، ولا نفقد الدبلة دون أن نخاف قليلاً.

بين العقل والمنطق، تبقى الخرافة جزءًا من هويتنا الثقافية. إنها المرآة التي تعكس مزيجًا من الإيمان والقلق والرمز، وتُذكرنا أن التقدم لا يعني بالضرورة نسيان الماضي، بل فهمه والتصالح معه.

💕تابعنا على قناة تليجرام 🎶

قد يعجبك أيضا
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.