هل تقتل منصات التواصل الاجتماعي شغفنا الحقيقي بالانجاز

نستيقظ صباحا على اشعارات ونغفو على وابل من المنشورات والصور والفيديوهات،خلف تلك الشاشة الزرقاء التي ترافقنا في كل لحظة يتخفى واقع جديد: عالمنا رقمي يغذي عقولنا بجرعات من المتعة الفورية.

 

لكنه في الوقت نفسه يسرق ببطء القدرة على السعي الحقيقي نحو الانجاز،فهل تحولت المنصات الاجتماعية من فضاء للتواصل الى سجل ناعم يحبس شغفنا بين الاعجابات والمشاهدات؟

هل يسرق منك الدوبامين تمرين متعة الانجاز الحقيقي؟

كل مرة نمرر فيها الشاشة،يفرز دماغنا مادة”الدوبامين”،هرمون السعادة والتحفيز،هذا الاحساس اللحظي بالمتعة يجعلنا نعود للشاشة مرارا باحثين عن جرعة جديدة بمرور الوقت يختلط علينا الامر لم نعد نفرق بين متعة حقيقية نعيشها بعد جهد وانجاز فعلي وبين متعة زائفة نحصل عليها بمجرد ضغطة اصبع، وهكذا تبدا المنصات في سرقة شعورنا بالرضا الحقيقي.

نظرة عميقة على العلاقة المعقدة بين الادمان الرقمي:

الادمان الرقمي ليس فقط قضاء ساعات امام الهاتف بل هو اعتماد نفسي على التفاعل الافتراضي كبديل للانجاز الواقعي،نتابع انجازات الاخرين نضغط على زر الاعجاب ونشعر للحظة وكاننا شاركنا في نجاحاتهم لكن هذا الاحساس المزيف يطفئ شغفنا شيئا فشيئا ومع الوقت يصبح تصفح اليومي للمنصات بديلا عن تطوير الذات او السعي نحو الاهداف الحقيقية.

وهم الانجاز الرقمي لماذا نشعر بالتعب بعد تصفح نجاحات الاخرين؟!

بعد ساعات من تصفح انجازات الاخرين نشعر بالارهاق والقلق رغم اننا لم نفعل شيئا يذكر ذلك لان عقولنا تستهلك طاقة التركيز والتحفيز كما لو اننا انجزنا فعلا في حين اننا نتحرك خطوة واحدة وهنا تكمن الخدعة الكبرى احساس بالانجاز بلا انجاز وتحفيز بلا هدف ونتائج بلا مجهود

نصائح لتجنب الوقوع في فخ الانجاز الوهمي:

• حدد وقتا يوميا محددا لاستخدام المنصات ولا تتجاوزه
• استبدل اول ساعة من يومك بانجاز صغير حقيقي قبل فتح الهاتف
• تذكر ان الاعجاب بمنشور لا يقارب لذة تحقيق هدف واقعي
• دون انجازاتك اليومية في دفتر خاص بدل انتظار التفاعل الالكتروني
• مارس ديتوكس رقمي ليوم واحد اسبوعيا لتستعد تركيزك وشغفك

ما وراء الشاشة الزرقاء لا يكمن التواصل ولا الالهام فقط،بل عالم من المقارنات والانجازات الزائفة التي ترهق النفس وتقتل الطموح ببطء ان ادراكنا لهذه الحقيقة هو اول خطوة نحو التحرر لان الشغف الحقيقي لا يولد من الاعجابات بل من التجربة ،الفشل والمثابرة الواقعية فلتغلق الشاشة قليلا وافتح صفحة جديدة في حياتك الحقيقية