اليابان تكسر التابوهات بمرونه العمل عن بعد

ثورة قانونية صامتة

في بلد تعد فيه الدقة والانضباط فنا بحد ذاته،حيث كان صوت القطار الصباح اشارة الانطلاق لعالم لا يتوقف عن العمل،بدأت اليابان تكتب فصلا جديدا في قصة العمل الحديثة،من مكاتب طوكيو المزدحمة الى الجزر الهادئة في اوكيناوا،تتغير قواعد اللعبة:

 

الموظفون لم يعودوا بحاجة الى مقعد ثابت ولا الى ربطة عنق يومية ليكونو منتجين. العمل عن بعد اصبح اليوم مرآة لثورة هادئة تمزج بين التكنولوجيا،الحرية،وروح الانسجام الياباني .

لكن وراء هذه الثورة الرقمية تقف ضغوط القانونية واجتماعية دفعت الشركات نحو المرونة،وتبرز مبادرات جديدة مثل World-cation التي تسمح بالعمل من اي مكان في العالم مما ادى الى تحول قانوني وثقافي:

1_الضغط القانوني والاجتماعي: كيف تسترجع الشركة اليابانية لتبني المرونة:



لطالما ارتبطت ثقافة العمل في اليابان بالانضباط الصارم والحضور الجسدي الطويل في المكاتب،حتى اصبحت ساعات العمل المفرطة جزءا من الهوية المهنية اليابانية،غير ان السنوات الاخيرة شهدت التحولات جذرية بسبب الضغوط القانونيه والاجتماعية فالحكومة اليابانية بدات تفرض تشريعات تحد من العمل المنفرط وتشجع على” work-life balance”،كما ان الاجيال الشابة اصبحت ترفض فكره التضحية بالصحة والراحة من اجل العمل،هذه الضغوط مجتمعة اجبرت العديد من المؤسسات على اعتماد انظمة عمل مرنة تسمح بالعمل من المنزل او من اي مكان وهو امر لم يكن مالوفا في اليابان سابقا

2_شركات يابانية تسمح بالعمل من اي مكان في العالم:

مفهوم(world-cation) (العمل والسفر حول العالم في ان واحد) بدا ينتشر في اليابان،خصوصا بعد جائحة كورونا التي غيرت النظرة التقليدية للمكاتب ،شركات كبرى مثل “Fujitsu ” “Hanasonic” “Hiachi”اعلنت عن سياسات تسمح للموظفين بالعمل عن بعد من اي مكان داخل اليابان بل وحتى من خارجها في بعض الحالات.

3_تحدي التواصل الصامت: هل يغير العمل من عن بعد ثقافة الانسجام اليابانية

احد اكبر التحديات التي تواجه اليابانيين في العمل عن بعد هو ما يعرف بالتواصل الصامت او non-verbal harmony وهو جزء اساسي من الثقافة اليابانية حيث يفهم الكثير دون كلمات عبر الايماءات والنبرات والسكوت المدروس،بحيث بدأت الشركات تعوض ذلك عبر تدريب الموظفين على استخدام التواصل الكتابي والمرئي بفعالية اكبر،ويبقى ذلك مع تخوف العديد من ان يؤدي التحول الرقمي الى تآكل روح الانسجام الجماعي التي تميز الفرق اليابانية

اليوم تقف اليابان عن مفترق طرق بين تقاليد متجذرة ومستقبل رقمي متحرر،العمل عن بعد لم يعد مجرد خيار تقني بل تحول الى اختبار لهوية مهنية كاملة،فهل تستطيع اليابان الحفاظ على روحها الجماعية في عالم يزداد فردانية؟ام ستنجح في ابتكار شكل جديد من الانسجام الرقمي؟وما يبدو مؤكدا هو ان اليابان كما عهدناها لن تكتفي بتاقلم بل ستعيد تعريف العمل ذاته, كما اعادت من قبل تعريف الابداع والانضباط

 

 

 

💕تابعنا على قناة تليجرام 🎶

قد يعجبك أيضا
اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.